الاثنين، 30 مارس 2009

صمت الحزن






حين تعجز الكلمات عن التعبير...


حين تختفي الحروف...


و تتوارى عن الخروج...


فنحن في زمن تبكي له الأحجار...


حينئد نختار الصمت فهو أبلغ تعبير لما بداخلنا...


لا يوجد أبلغ تعبير سوى الصمت...





أيا سكون الليل..


أنت أنيسي عندما تضيق بي الدار...


و عندما قلبي يدق بدل الدم نار...


و عيني تدمع إلى غير قرار...


و جرحي ينزف..فلا تكفيه الأبحر و لا الأنهار...


تعبت و مللت الانتظار...


أنتظر الفرح و لو لدقائق...


ما للفرح في دنيتي دار...


فقد صار الحزن لي رفيق...


يقولون إن البيكاء راحة..و أنا بكيت اليوم كي أرتاح...


بكيت من قلب تزايدت عليه الجراح..


بكيت و بكيت..كمن يبكي يوم الأفراح...


آه يا جود الحزن معي و الفرح شحوح...


أشتكي لوسادتي دنياي فأسمعها تنوح...


فأنا وحدي مع العالم المغرور و اليأس اللحوح...


و مستوي في نظري غرب الوجود و مطلعه...


مختلط في عبرتي حبر الشقى و دم الجروح...


و فصل خامس حائر بين الفصول الأربعه...


رأس مالي ذمريات أحلام و آمال و طموح...


مختفيا صوت الحقيقة..فكيف لي أن أسمعه...

الأحد، 29 مارس 2009

القمر...




أحب السهر و ضوء القمر...

و أجد حالي في سهر الليالي...

أحدث ذاتي..و أحيا حياتي...

إنه الهدوء و التوحد...

إنه الاسترخاء و التجدد...

لا أحب الليل الصاخب...

و أكره الحديث الكاذب...

الليل تختفي به الأكاذيب...

***********

أحب الليل لأنه يذكرني بأحزاني و خوفي في الماضي،فأرجع إلى الماضي و يعيدني إلى أيام قاسية...

فالليل صار هو صديقي الوحيد،و ذلك القمر الوحيد مثلي رغم أنه بعيد و لكنه يسكن في قلبي...

في كل يوم تبدأ الشمس بالغروب،و يسود المدينة الظلام،كم أكون متلهفة للليل لأسامره و أحكي له يومياتي و أجمع أوراقي المبعثرة و أقرأ خواطري للقمر مع نسيم الليل و هدوء الرياح و الموسيقى الكلاسيكية،فتعود مشاعري المدفونة للحياة و أمسك بقلمي و أجعله ينزف على أوراقي المبعثرة،و أكتب كل ما أشعر به في أعماق قلبي من أحزان ووحشة و ذكريات مؤلمة و محطات في حياتي مرعبة...

و أشعل الشموع في غرفتي المظلمة و أجلس مع نفسي و أنظر إلى القمر و أبوح له بأسراري و هو منصت يتعجب لقصصي و خواطري المليئة بالحزن،و ما يزيد إعجابي بالقمر،أنه يحافظ على الأسرار عكس البشر..

أحب الليل لأنه يجلب لي أعز و أغلى حبيب،و أخلص و أوفى و أحن صديق،إنه القمر...

السبت، 28 مارس 2009

وحيدة...





وحيدة في حياة مليئة بالبشر...

و في سماء مليئة بالهدوء و الإحساس...

وحيدة مع قلب يدق بأسرع الدقات...

و بزمن تكسوه الأشواك...

و حيدة في عالم يسير بأسرع الخطوات...

بين جدران لا ترويها إلا الدموع و الأحزان...

وحيدة مع نفس ليس لها ظل...

و ذكريات تحلم بالرجوع إلى الوراء...

وحيدة في ليل و ظلم تتلألأ به الآلام...

و بأمل في مستقبل قادم بالأشواق...

وحيدة بصوت الموسيقى...

بأسرار قلبي التي تكاد تقتلني...

عفوا دمعتي...




في لحظات عديدة...

تتوه خطواتي في صحراء الأحزان...

فكلما غمرني الألم و كلما ملأني الحزن...

أجدك يا دمعتي...

تفيضين بكل حنان...

تنحدرين بكل دفء...

فأشعر بآلام الصقيع تذوب...

أشعر ببراكين الأحزان تخمد...

فكم أن ممتنة لك يا دمعتي...

كم أنا مدينة لك بعرفان الجميل...

أثقلتني الحياة بهمومها...

فأثقلتك بآلامي...

أشبعتني بأحزانها...

فقسوت عليك بأحلامي...

و لكني لم أجد سواك ألجأ إليه...

في كل لحظاتي الفرحة و الحزينة...

لم أجد سواك أرنو إليه و أتدثر بدفئه...

حتى أغسل من خلاله أحزاني...

و أزيل كل آلامي...

فأنت صدى لتنهداتي...

و دواء لأحزاني...

لا غنى لي عنك...

و لن أجد لك بديلا...

فلا يسعني أن أقول لك..

سوى...

عفوا...دمعتي!!...

ما أصعب...



ما أصعب ان تبكي بلا دموع...

و ما أصعب ان تذهب بلا رجوع...

و ما اصعب ان تشعر بالضيق...

و كأن المكان حولك يضيق...

ما اصعب أن تتكلم بلا صوت...

و تحيى كي تنتظر الموت...

ما أصعب ان تشعر بالسأمن...

فترى كل من حولك عدم...

و يسودك إحساس الندم...

على إثم لا تعرفه و ذنب لم تقترفه...

ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق...

و كأنه كامن في داخلك ألم عريق...

تستكمل وحدك الطريق...

بلا هدف..بلا شريك...بلا رفيق...

و تصير أنت و الحزن و الندم فريق...

و تجد وجهك بين الدموع غريق...

و يتحول الأمل الباقي إلى بريق...

ما أصعب ان تعيش داخل نفسك وحيد...

بلا صديق...بلا رفيق...بلا حبيب...

تشعر ان الفرح بعيد...

تعاني من جرح لا يطيب و لا يداويه طبيب...

ما اصعب ان ترى النور ظلام...

ما أصعب أن ترى السعادة أوهام...

و أنت وحيد حيران...

أشواك مسمومة...




اصطدم قلبي هذه المرة بكثير من الأشواك،فراح ينزف بصمت...

فإليكم تلك الأشواك بسمومها...

******************

عندما تتعامل معهم بصدق...

عندما تعطيهم بإخلاص...

عندما تخدمهم بنشاط...

عندما تتفانى لأجلهم بحب...

عندما تجزل لهم العطاء...

عندما يمتصون دمك...و أنت تبتسم بنزاهة...

عندما تكون موضع استغلال..و عنوانا لكلمة مغفل...

فتتمنى رد الدين في أمس حاجتك...

و لا يكون ردهم سوى أنك لم تفعل لهم شيئا...

فتصرخ حينها ...شوكة مسمومة!!!بلا عنوان...

******************

عندما تقابلهم بحب...

عندما تكرمهم بجود...

عندما تبذل لأجلهم بسخاء...

عندما تقطع ذاتك فقط لتكمل واجبك تجاههم...

عندما تكره ذاتك و ترضيهم...

عند تلك الأوقات...تلتفت لدقائق مستأذنا لتعود لاحقا...

فما أن تدير لهم ظهرك حتى تجدهم بدؤوا بالهمز و اللمز و النهش بك...

فتصرخ بندم...شوكة مسمومة!!!بلا رحمة...

******************

عندما تلملم جراحك و تعيد ترتيب أوراقك...

عندما تجبر كسورك...و تصحح أخطاءك...

عندما تعاند دموعك...و تصر أن تقول لأحزانك وداعا بلا عودة...

عندما تتناسى الغدر و اهزيمة و الانكسار و الذكريات الموجعة...

عندما تعد نفسك و تهيؤها بأنك تشافيت...

و أزلت شوك من ظلموك و آلموك...و تبدأ من جديد مع أناس جدد...

و لكن تتجنب ما أخطأت به مع السابقين...

عند هذا كله تجد أن صفحتك الجديدة مملوءة بنزف جديد...

فترخ بألم...شوكة مسمومة!!!بعقاب...

******************

لم تعد لحروفي من مكان تسكنه بعد تلك الأشواك...

فحملتها مغادرة...و ربما...ربما أعود مع ما يعيد بها بعض الحياة....

الجمعة، 27 مارس 2009

ماذا تريد مني هذه الحياة؟....



بعد تفكير طويل وجدت نفسي أمسك القلم و أضع كل الكلمات..


أقف أمام حياتي معزية نفسي لأقف عند وهم كبير..


يجعلني أقاسي معنى الحرمان الذي يتولد داخلي و يحطمني كل مساء..فهذه التي تكتب ليست أنا..بل هو حزني و شقائي..


فأنا حزن على شكل إنسانة..أو إنسانة على شكل حزن..


أشتري بالحزن ما يلزمني و ما لا يلزمني..


و يبقى لدي الكثير أستطيع بالكاد أن أخفيه داخل نبضات القلب..


و خلف ستائر النسيان..و فوق معاناتي المقبلة..


فأنا لست سوى قدر لتلك الكلمات و موضوع تقشعر منه الأبدان..


الدنيا أشعلت من حولي الظنون و صدمتني بهذا الواقع المعتم المرعب..


أصبحت الآن أعيش كل الأحزان و أتأقلم معها كأنها شيئ يلزمني و لا أستطيع التخلي عنه..


فأنا أتحدى بدمعي كل من يشعر بسعادتي..أتحدى كلمة الحب و الإخلاص..


لأنني صعدت إلى هذه الحياة...فوجدت واحة قد تغيرت و معالم قد تبدلت..


أصبحت أندم على تلك الأساطير التي زرعتها بكبريائي و خوفي..


في هذه اللحظات...أشعر و كأنني أجلس في زاوية ضيقة على بوابة هذه الحياة..


معدمة من كل افكارها...تحاصرني نيرانها من كل جانب..


أجلس مع نفسي أحيانا و أقول....هل أنا مت؟؟أم أنا بقايا طلال الأمس..


أريد أن أعرف ماذا تريد مني هذه الحياة.. بعد أن قتلتني اكثر من مرة..


و جعلتني ألهث خلفها من نفسي الممزقة..


لقد علمتني الحياة...


أننا نستطيع أن نمتلكها إذا فقدنا كل شيئ و أغلى شيئ....
************************

غدر الأصدقاء..



هل من المحتم علينا أن نشرب من ذات النبع الذي ارتوينا فيه بالماء العذب؟؟


هل من المحتم علينا أن ندوس الشوك في أرض الجنة التي قضينا فيها أجمل ايام العمر؟؟


ألا نستطيع-حين يغدر بنا الأصدقاء-أن نقيم اعتبارا لكل الماضي الحلو فيقترب كل منا خطوة نحو الاخر..؟؟


هل يتعذر علينا في لحظة الغضب من صديق غادر أن تسترجع أذهاننا فضلا واحدا من أفضاله القيمة القديمة...التي لطالما تغدينا بها في أيام الرضى..؟؟


*******************


هل فكرت في كلمة "آسف" باعتبارها قرص دواء مر لكنه يحمل الشفاء من آلام الجفوة و القطيعة للأبد..؟؟


هنالك كلمة من نور قادرة على انتزاع الغل و المرارة...و استعادة البهجة و الراحة و الطمأنينة..إنها كلمة""سامحني""!!


في لحظات الألم الشديد الذي تسببه خيانة الصديق نحتاج أن ننظر إلى السماء..


من حيث تتدفق ينابيع الوفاء التي تغسل كل الجروح..


*******************


قلت لنفسي...نحن بشر ضعفاء..


و حياتنا يشوبها النقص و الضعف و الأنانية..


و نحن عاجزون عن تقديم الصداقة الحقة بصورتها المثالية التي نريد..


لذلك فليس من الحكمة أن نتوقع منهم زهورا بلا أشواك...و عطاء بلا حدود...


فإذا كنت أتطلع إلى صداقة دائمة و عطاء مستمر..و حنان دافق بلا حدود..


فليس البشر غايتي و مقصدي...بل يجب ان أرفع عيناي إلى السماء...


و أملأ ناظري من ينابيع الوفاء...


يا رب...يا رب...يا رب...


كثيرا ما خابت آمالي في الأصدقاء...


فقد كنت أظن أن الصداقة لل تهون و لا تذبل...


و كنت احسب انها لا تزول...و لا تفنى...و لا تشيخ...و لا تتراجع...


فاكتشفت ان الكثيرين يصادقون بمنطق التجارة..و المنفعة و الكسب!!..


كنت أحسب أن الصداقة رداء شفاف..


فعرفت احيانا انها تصبح جدارا سميكا يخفي وراءه الكثير!!..




فتحت قلبي للعابرين...و فرشت فيه بساطا للراحة..


فغرسوا فيه الأشواك الدامية...!!


فقد صارت الأأيام ضنينة بالعطاء سخية بالأذى..


اللهم اجعلني أتطلع إلى صفاء حبك..


و أن أنهلم من ينبوعك المتدفق بالعطاء و السخاء و الرخاء..


و أن أجعل من حبك تعزيتي و سلواني..


فأتحمل جفوة القريب...و هجر الأخ...و غدر الصديق..


********************